معنى قوله: (كنت سمعه الذي يسمع به...)
ويكفي ما ثبت في البخاري من قوله: ( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ). وقد اختلف الناس في هذه الجملة قديماً وحديثاً، في فهم هذه الجملة، فمنهم من خرج عن حد الإيمان إلى الكفر والعياذ بالله، ومنهم من ضل وأخطأ، ومنهم من وافق الحق وأصابه في فهم هذه الجملة، فهي من جملة العبارات التي يقع فيها الخلاف بين سائر الفرق والطوائف كـالصوفية ، و المعتزلة و القدرية وأشباههم، كما نجد ذلك الاختلاف في فهم بعض الأحاديث ولا سيما في أحاديث الصفات، وأحاديث القدر.فهذه الجملة بالذات: ( كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره ) ... إلخ نجد فيها اختلافاً وتبايناً شديداً بين شراح الحديث في فهم معناها؛ وذلك بحسب اتجاهاتهم العقدية، وانتمائهم الفرقي، وسنذكر هنا ما ذكره الحافظ ابن رجب رحمه الله هنا، واختاره، ثم نعرج على الأقوال الأخرى من كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح.